######################################
*** مرحلة تحضير المدرك الشكلي من 4 إلى 7 سنوات تقريبا .
الصفات العامة . يمكننا أن نقول أن طفل هذه المرحلة لم يعد ذلك الصغير الذي يعتمد على غيره ، بل نموه ونضوجه عن ذي قبل يساعده على أن يشارك الغير ويتيح له الفرصة كي يعتمد على نفسه . وإذا أردنا أن نتعرف على صفاته العقلية نجد أن حاسة اللمس عنده تمتاز بالقوة على العكس من حاستي السمع والبصر فهما ضعيفتان على غير ما نتوقع . فمثلا لا يستطيع طفل هذه المرحلة أن يتذوق الأغاني أو الألحان التذوق التام ، كما يصعب عليه رؤية الكتابة الدقيقة ، أما عن نشاطه الحركي فيتميز بالقوة والكثرة والتنوع ، بجانب هذا فإدراكه لموضوعات البيئة الخارجية يعتمد على العد والتصنيف ، كما يصف لنا ما يراه في الطريق من عربات وأشجار دون أدراك تام للصفات الزمنية والمكانية لهذه الأشياء ، لذلك فإن تفكيره ينصب على الصور البصرية التي يشاهدها في حياته اليومية لا على التفكير المجرد ، كما أنه يتميز بالحفظ الذي يقوم على التكرار كحفظ الأناشيد والأغاني ، بجانب عدم قدرته على تركيز انتباهه لمدة طويلة خصوصا إذا كانت الموضوعات شفهية أما عن الناحية الانفعالية فطفل هذه المرحلة سريع الانتقال من انفعال آخره علاوة على هذا يبدأ في تكوين العواطف نحو الآخرين خلاف الوالدين ، بمعنى أن انفعالاته لا ترتكز حول نفسه كما كان من قبل ، بل تتعدى محيط الأسرة وتتصل بالمدرسين والمدرسات ومن يشاركه من الأطفال في مجتمعه الصغير .أما من الناحية الاجتماعية فيلتصق طفل هذه المرحلة بأسرته التصاقا تاما ونتيجة لهذا فهو فخور بها خصوصا بوالديه ، ونلمس أن علاقته بأمه تتميز بالعطف والحب والطاعة والمعونة ، وبابيه تتميز بالاحترام والإعجاب والخوف خصوصا انه يعتقد في أن أبيه قادر على عمل ومعرفة كل شيء ، أما عن لعبه لا يزال لعبا إيهاميا ، إلا أننا نلاحظ على طفل هذه المرحلة الميل نحو اللعب المنفرد ، وإذا لعب مع رفاقه كان تعاونه ضعيفا ومهدد غالبا بالشجار بغير سبب .
الصفات الفنية / لا شك أن النمو الذي طرأ على هذا الطفل له أثر في تعبيره الفني ، فبعدما كانت رموزه خيالية ندركها عن طريق التسمية أصبحت بفضل نشاطه الحركي المتنوع والمستمر رموزا تتميز بالتنوع الكثير وبفضل نمو إدراكه العقلي أصبحت رموزا تعتمد نوعا ما على التفكير المستمد من الواقع ، فمثلا عندما يعبر هذا الطفل عن (الأشخاص ) فتتميز رسومه بالخطوط الشبه هندسية ، كأن يرسم الرأس عبارة عن دائرة والأرجل والأذرع عبارة عن خطوط شبه مستقيمة ولكن يجدر بنا أن نعلم أن هذه الرسوم تعتمد على معلومات الطفل وقيمتها بالنسبة له في أثناء عملية التعبير ، أما عن إحساسه بالبعيد والقريب فهو إحساس انفعالي أمام علاقة الأشياء التي يعبر عنها طفل هذه المرحلة علاقة ذاتية لا واقعية ، فمثلا يرسم نفسه بجانب الكرة التي يحبها لانه يرغب في وجود الاثنين بجوار بعضهما ، أما عن إدراكه للون فلا يزال إدراكا ذاتيا مصحوبا بالناحية النفسية .لذلك فواجب المربي يتلخص في أن يترك للطفل حرية التعبير مع تنشيط معلوماته عن العالم الخارجي عن طريق خبرته الشخصية بعد أن تبينا هذه السمات التي تتميز بها مرحلة محاولة تحضير المدرك الشكلي يجب علينا أن هناك الكثير من الصفات التي ربما لا تظهر عند معظم الأطفال ربما لتأخرهم أو لصفات غير موجودة في هذه المرحلة ، ومن خلال هذا البحث حاولت أن أجمع مجموعة من الرسومات التي تخص هذه المرحلة وحاولت أن أقارنها بنفس الخصائص والسمات التي تتبين لنا في مرحلة محاولة تحضير المدرك الشكلي ففي هذه المرحلة بالذات أتجه الطفل فيها بإعداد نفسه إلى عمل مدركات أو رموز أو أشكال غير معروفة وغير متساوية ولكن لها دلالات خاصة عند الأطفال وذلك تبين لي عندما حاولت ان أطرح الموضوع الذي أريد من الأطفال أن يرسموه فلاحظت أن بعضهم لم يلتزم بالموضوع المطروح إنما توجه إلى موضوع آخر ربما ذلك لان الموضوع الثاني يرتبط عندهم بدلالات معينة عندهم وقد لاحظت ، أن الطفل يلجأ إلى رسم الأشخاص أكثر من أي موضوع آخر.
#####################################
*** مرحلة المدرك الشكلي وتبدأ من 7 إلى 9 سنوات تقريبا .
الصفات العامة يعتبر هذا الطفل في سن المرحلة الابتدائية من التعليم ، وغالبا ما توصف هذه المرحلة بأنها مرحلة الإتقان بعد الكسب ، والثبات الانفعالي بعد التذبذب الانفعالي والواقعية بعد الخيال . هذه هي أهم صفات المرحلة ، وبشيء من التفسير يمكننا أن نقول أن النمو العقلي لهذا الطفل يأخذ في الوضوح الذي تلمس من مظاهره قدرة هذا الطفل على الإبصار ، فيستطيع أن يدرك الأشياء القريبة والبعيدة وقدرته على السمع فيستطيع أن يميز بين الأنغام و الألحان ، وقدرته على الأعمال العضلية كاستعمال الأيدي أو الأصابع في الأعمال الجسمانية كالأشغال اليدوية ، وقدرته على اللعب حيث يميل الولد إلى اللعب المنظم الذي يحتاج إلى مجهود عضلي عنيف كلعب الكرة أو (عسكر وحرامية ) وحيث تميل البنت إلى اللعب الذي يحتاج إلى تنظيم في الحركات ودقة في التعبير كالرقص أو ( الجملة ) .ويلاحظ أيضا قدرة هذا الطفل على التفكير المنطقي المحسوس ، فبعدما كان إدراكه للعلاقات الخارجية يعتمد على العديد في المرحلة السابقة ، أصبح في هذه المرحلة يعتمد على الوصف وسيعتمد على التفسير في المرحلة القادمة ، والفرق بين العدد والوصف هو أن العدد يعتمد على التفكير الخيالي أما الوصف فيعتمد على التفكير المنطقي المحسوس ، بجانب هذا يستطيع طفل هذه المرحلة أن يركز انتباهه ولكن في حيز يسير ولمدة قصيرة وفي مشكلات واقعية ويساعده في ذلك قدرته نوعا ما على الانتباه الإرادي الذي يتطلب منه السيطرة على النزوات النفسية والتحكم في الرغبات الشخصية ، لهذا فقدرة هذا الطفل على الحفظ الذي يعتمد على التكرار قدرة ملحوظة – زد على هذا أن لعب هذا الطفل يتميز بالواقعية لا بالخيال كما كان في المراحل السابقة كما أنه يتصف بالنشاط الكثير لدرجة أن هذا الطفل لا يعرف التعب أو الملل إلا إذا كانت أعماله بعيدة عن ميوله أو أكبر أو أقل من استعداداته . أما عن الصفات الانفعالية فهي تمتاز بالاستقرار والثبات ، إذ يشاهد هذا الطفل وهو يحاول أن يسيطر على نفسه لانه يرغب في أن لا يفلت زمام نفسه وسبب هذا شعوره بفرديته واهتمامه بالناحية الموضوعية في عالمة الخارجي فبعدما كانت انفعالاته مركزة حول حاجاته الفسيولوجية في مرحلة ما قبل التخطيط أصبحت الآن مركزة نحو البيئة الخارجية بما فيها من مهن مختلفة كالهندسة والطب والطيران …وإذا كانت هذه هي أهم الصفات الانفعالية لهذا الطفل فأنه يميل أيضا نحو استعمال الأدوات وصنع الأشياء وحلها وتركيبها أي تغلب على أعماله الناحية العملية ، لذلك يسهل عليه التعلم عن طريق الممارسة .أما عن الناحية الاجتماعية فالملاحظ على طفل هذه المرحلة أنه يبدى استعدادا كبيرا نحو الكبار فيستمع إلى آرائهم ومعتقداتهم ، كما يلوح لنا أيضا أنه مستعد لمناقشة بعض المسائل الاجتماعية كالتقاليد والنظم المتصلة بحياته الخاصة وحياة الأسرة و المدرسة ومجتمعه الصغير ن كما أنه يحترم ويشعر بفردية الآخرين حيث أنه كثير ما يشاهد وهو يحابي بعض الناس ويكره البعض الأخر ، ويصف بعض منهم باللطف والبعض الأخر بالشدة أو اللين . وكل هذا راجع إلى شعوره بفردية وكيانه وسط المجتمع الذي يعيش فيه ، وفوق نجد أن الطفل في هذه السن ينفر من الجنس الآخر ، أي يميل الولد نحو الولد والبنت نحو البنت لدرجة أنه كثيرا ما يتكون منهم أو منهن جماعات شبه طائفية . أما إذا شوهد وهو يلعب فلعبة يكون منعزلا على العكس من لعبه في المرحلة السابقة عندما كان منفردا أو في المرحلة القادمة عندما سيكون لعبا جماعيا
الصفات الفنية / ذكرنا في حديثنا عن طفل هذه المرحلة بأنه يتصف بالإتقان والاستقرار والواقعية وأثر هذا ملحوظ في تعبيره الفني ، بمعنى أن رسوم هذه المرحلة أصبحت بفضل الوعي الفكري والاجتماعي الذي أحرزه هذا الطفل رسوما حرة طليقة تنم عن شخصيته وجرأته في التعبير خصوصا إذا كان حظه من التوجيه السليم وافرا،وعندما حاولت في هذا البحث أن أدرس هذه الرسوم التي تمر في هذه المرحلة تبين لي أنها غنية ببعض الصفات نذكر منها ما يلي:-
التكرار في الرسوم .
المبالغة والحذف في الرسوم
التسطيح .
الشفوف .
الجمع بين مسطحات مختلفة في حيز واحد .
الجمع بين أزمنة وأمكنة مختلفة في حيز واحد .
خط الأرض .
هذه هي أهم الصفات التي لاحظتها على رسوم طفل هذه المرحلة ، ونستطيع أن نتبين ذلك من خلال الرسومات المرفقة في البحث والتي تخص هذه المرحلة ونقول بأنها صفات لان القدامى كانوا يعتبرونها اخطاء، والفرق بين الصفة والخطاء ينحصر في أن الصفة جزء من كيان أو طبيعة الفرد يجب علينا احترامها ، أما الخطاء فشئ غير مرغوب فيه علينا علاجه إلى الأفضل ، من هذا كان واجب المربي احترام هذه الصفات والعمل على تجنبها وتهيئة الفرصة كي يشبع الطفل رغبته منها ، وقبل أن نترك هذا الحديث يجدر بنا أن نعلم أن هذا الطفل لديه مدركا لونيا بالنسبة لعناصر البيئة يكررها باستمرار ، فمثلا يتخذ لنفسه مدركا لونيا للأشجار يستخدمه في كل شجرة يعبر عنها ولكنه يقلع أحيانا عن استخدام هذا المدرك اللوني تبعا لانفعالاته الخاصة .
Bookmarks